فيلم بين النجوم بين الخيال و الواقع :
يعد الترفيه هو الهدف الأول للأفلام، غير أن بعض الأفلام لا ترفه عن الناس
فحسب، بل تُعَلِّمهم أيضًا. وعلى الرغم من أن فيلم «ما بين النجوم» Interstellar من أفلام الخيال العلمي، فإنه لا ينأى عن الواقع تمامًا؛ إذ يُقَدِّم مجال الفيزياء النظرية للجمهور. وعلى الرغم من أن النظريات العلمية التي يطرحها الفيلم لم تُختبر، فإنها ترتكز على «تخمينات علمية».
فيلم «ما بين النجوم» مليء بالأفكار الشيقة التي لا يمكن تطبيقها حتى الآن لكن ونستثني من هذا ما أول صورة لثقب أسود كشفت عنه المؤسسة الوطنية للعلوم وفريق تلسكوب أفق الأحداث في 10 إبريل 2019 – ولكن جمال الأمر يكمن في احتماليته. فيزعم الفيلم، مدعومًا بعلم حقيقي، أن السفر ما بين النجوم ليس بحلم. إن الكون مكان مظلم وغامض، إلا أن العلماء مثل أينشتاين يضيئون الشموع لكشف أسراره.
وصانعو الأفلام من أمثال كريستوفر نولان – مخرج فيلم «ما بين النجوم» interstellar – يقدمون النظريات الصعبة بطريقة رائعة. فالفيلم العظيم ليس ذلك الذي يمدُّ المشاهدين بجميع الإجابات؛ بل هو الفيلم الذي يحثهم على إيجاد الإجابات بأنفسهم.
لم تعد الكثير من الأفكار الواردة في قصص الخيال العلمي منذ زمن حكرا على الخيال بل أصبح الكثير منها واقعا. فمن يصدق أن بعض التقنيات التي ظهرت في القرن العشرين كمظلة الهبوط من الطائرة والمروحية والدبابة توجد في رسوم للفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافينشي منذ القرن السادس عشر؟ وأن الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الدقيقة كالكاميرات المثبتة في النظارات وأجهزة الاستشعار تم تخيلها في سلسلة ستار تريك في الستينيات من القرن الماضي؟
ولعل اكتشاف كوكب في حجم كوكب الأرض يدور حول أقرب نجم من الأرض (وهو كوكب بروكسيما سنتوري) قد أحيا الآمال المتعلقة بإمكانية وجود حياة على كوكب آخر غير كوكبنا.
وسيُطرح موضوع المركبة الفضائية المعدة للسفر بين النجوم في المؤتمر الذي سينظمه موقع "بي بي سي فيوتشر" تحت عنوان "أفكار ستغير العالم" الذي سيعقد في مدينة سيدني في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
فهل من الممكن بالفعل السفر إلى مجرات أخرى؟ وما نوع المركبات التي سنحتاجها للوصول إلى هناك؟لازلنا نخطو أولى خطواتنا نحو استكشاف الكون، فإن المرشح الأفضل هو أقرب نظام نجمي لنظامنا الشمسي، وهو "ألفا سنتوري" الذي يتكون من ثلاثة نجوم، ويبعد 4.37 سنة ضوئية عن الأرض.
وقد اكتشف علماء الفلك في المرصد الأوروبي الجنوبي هذا العام، كوكبًا في حجم كوكب الأرض يدور حول نجم "بروكسيما سنتوري"، أو ما يعرف باسم النجم القزم الأحمر، وهو أحد نجوم النظام النجمي "ألفا سنتوري".
ويسمى الكوكب المكتشف "بروكسيما بي"، وتعادل كتلة هذا الكوكب 1.3 مرة على الأقل كتلة كوكب الأرض، ولكنه يدور في مدار قريب للغاية من نجم بروكسيما سنتوري، إذ لا تزيد الرحلة بينهما عن 11 يومًا أرضيًا.
إلا أن الأمر الذي أثار حماسة علماء الفلك والباحثين عن كواكب خارج مجموعتنا الشمسية، هو أن درجة حرارة هذا الكوكب في المعدل المناسب الذي يصلح لوجود ماء سائل على سطحه، ما يدل على صلاحية الكوكب للسكنى.الكثير من أصحاب العقول النيّرة والأموال الوفيرة، قد بدأوا يوجهون جهودهم نحو سبل التوصل إلى وسيلة أسرع لقطع مسافات شاسعة في الفضاء.
وتركز مبادرة "بريكثرو ستارشوت"، التي خصص لها الروسيان صاحبا المليارات، يوري وجوليا ميلنر، 100 مليون دولار، على دفع مسبار صغير الحجم، بلا قائد، من خلال تسليط أشعة الليزر القوية التي تُطلق من كوكب الأرض على شراعه خفيف الوزن للغاية.
وتقوم تلك الفكرة على أنه كلما كانت السفينة الفضائية صغيرة، لا يتجاوز وزنها جرامًا واحدًا، والشراع خفيفًا، سيكون أثر ضوء الليزر كافيًا لتتسارع المركبة الفضائية الصغيرة تدريجيًا حتى تصل سرعتها إلى نحو خمسة أضعاف سرعة الضوء، لتستغرق الرحلة لبلوغ ألفا سنتوري نحو 20 عامًا
فهل سنشهد يوما رحلة مماثلة لما جاء في فلم بين النجوم interstellar ؟ رحلة بحث عن كوكب جديد يغوض كوكب الأرض . ربما الإجابة سنتعرف عليها في المستقبل فمن يدري بالغيب